تصبح الأوطان منفى
وتكون الدار مهجرْ
ويباع الحق كالبيض وإن
لم
يستسغه البعض يكسرْ
يا صديقي حين نغدرْ
يصبح المحتل من
أوطاننا
القطر المحررْ
*****
لا تسلني كيف صار العارْ
عاراً بثمنْ
كيف شب الظلم
ناراً
والجواسيس استبدت بالوطنْ
لا تسلني كيف قاد الناس
خضراء
الدّمنْ
كل ما كان شعاراً قد
تغشاه العفنْ
وغدا الذل وعيش الذل
في
العالم فن
ويموت الشعب لا يحظى
بقبر أو كفنْ
أو يعيش الشعب في
قيدي
صغار ووهنْ
هكذا تفعل بالناس الفتن
هكذا قد غيَّر الناس
الزمنْ
حدثينا يا بلادي
أيقظي ميت الضمائرْ
ذكرينا عبر التاريخ من
ماض
وحاضرْ
بشرينا منذ دهرٍ
لم تطالعنا البشائر
*****
يغفر الله لقومي تركوني.. يا بلادي
ودمي في القدس فائرْ
لم
يروني إذ رأوْا
عظمي ولحمي المتناثرْ
كان لي جسم تلاشى
عبر آلاف
المجازرْ
وزعوه كرماد الهند
في كل المعابرْ
كان لي بيت تهاوى
تحت أضراس
الجنازرْ
كان لي قلب كبير
مزقوه مثل تمزيق الدفاترْ
وسألت الناس عني
ما
يريد القوم مني؟
ردد الكل سؤالي.. وأجابوا
لا يريدون قتالي
لا يريدون
اغتيالي
لا يريدون اعتقالي
لا يريد القوم مني
غير تنفيذ الأوامر
أو بلا
شرط أغادرْ
*****
حدث الراوي بأن الناس
في شأني تماروْا
قال قوم: هو
شاعرْ
قال قوم: هو معدوم المشاعرْ
قال قوم: هو مغرور مكابرْ
هل سيلغي
بخطابٍ واحدٍ
كل المنابرْ
قال قوم: اتركوه
يزرع القمح ويهدينا
البيادرْ
قال أهل "الحل والعقد" ذروه
هو -كالعادة- خاسرْ
واكتبوا للناس
فتوى ضمنوها
"أنه
بالله كافرْ"!
قرأوا للناس شعري
مثلما تقرأ في النادي
النوادر
حدث الراوي وعادت
حفلة الرقص من البيت المجاورْ